المكان الذي يؤخذ إليه الكاتب السياسي..وقد يتعرض فيه للتعذيب!!
اخواني وأخواتي..
وضعت هذا المقال هنا في الساحة السياسية ...لسبب بسيط...وهو ان السياسيين ....يموتون
ليس في ذاكرتي ..أي سياسي ...عاش من غير ...موت ...
الساسة ......كلهم سيموتون .....حكاماً...وكتاباً...ونقاداً.....ومحللين ....ومنظرين ...
لن تمنعهم .......السياسة ...من مواجهة الحقيقة ....الحتمية والأزلية
عد إلى التاريخ ....وانظر إلى السياسيين .....انظر إلى القادة والعظماء ...وإلى الكتاب ..والشعراء
والفنانين ..والناس ..والشباب والكباروالأطفال ..
هل استطاع أحدهم أن يفر من الموت ؟؟؟؟
هل الجاه والملك ....يقف أما م المصير والقدر إذا حل بنا ؟؟؟؟؟
هل خلد التاريخ ...أولئك العظماء والقادة ...وأولئك الطواغيت والفجرة
اختلفوا كثيرأ شكلاً وعملاً ...لكنهم تشابهوا جميعأ ...في المصير
الموت ....هو النهاية المخيفة
النهاية التي ......لا نريد التفكير فيها .....
القضية التي تشغلنا لكننا لا نريد الخوض فيها .
أين فرعون ؟؟؟وأين هتلر وموسليني ولينين ...
وأين أصحاب النظريات المنحطة ؟؟...أين فرويد ودارون ...؟؟؟
لقد شوهوا العالم .....ورحلوا
خلدهم التاريخ ..... نعم .....لكن كنماذج ...سيئة ....
إنه لمن المخجل حقأ ...أن نعرف أننا سنرحل عن هذه الدنيا من غير أن نترك خلفنا بصمة ...لا وصمة..!!
ومن العار ..أن يمن الله علينا بنعمة الإسلام ......فلا نسجل اسماءنا ...من العاملين فيه ..!!
وكيف سيفخر بنا هذا الدين ونحن لم نفخر به ؟؟؟؟
أيها القاريء الكريم ........توقف معي لحظة ....انتظر ..اقرأ المقال كله ...أرجوك .....اكمله حتى
النهاية ..لأننا نتحدث عن ...................... النهاية .....
الموضوع لا يخص السياسيين وحدهم ...بل يخصنا ..لا ..إنه يعمنا كلنا ......
هذة اللحظة وأنت تشاهد هذا المنظر ... هل تفكر في معصية؟؟؟
هذة اللحظه وأنت تنظر إلى القبر .. وتتذكر الموت ... والكفن ...أي شخص خطر ببالك ؟؟؟
لا شك أنه أنت ....أنت لا تفكرعادة .....إلا في .....نفسك
الآن...تخيل معي كل شيء .............اجلس الآن وحدك ........وفكر فيما سأخبرك به
تخيل نفسك الآن أنك ميت ..
أنت الآن ........ميت ........نعم ......ميت ... ..مسجى . في مغسلة الأموات .......يقصون ثيابك
ليخلعوها ..بدلأ منك...إنك .لا تستطيع الحراك ولا الرفض ...
يقلبونك ..ويرشون عليك الماء ...والسدر ...ثم يحنطونك بالسدر والكافور
تلتف داخل الكفن ....وحتى وجهك ..سيختبيء..!!
رائحة المسك تنبعث منك ..
ويأتي ذويك وأهلك ....ليودعون وجهك ...يقبلونك ..وتتساقط دموعهم على وجهك ...تتمنى لو تكلمهم لو تمسكهم . ..لكن ...لا حراك ..إنك مجرد جسد ......لا إرادة ولا قدرة معك ..!!
أغمض عينيك ... ستخنقك ....عبرة ..طويلة ..وربما تنزل منك دمعة حارة مثل حرارة مشاعرك
ستتخيل حزن أهلك عليك .. وبكاء أبنائك ..وزوجتك ... وأقاربك ...
ستشفق على نفسك ... وأنت تتخيلهم بدونك .. لاشك ستبكي على نفسك ... أكثر حينما تتخيل نفسك بدونهم..
أنت الآن ستذهب ..........ولوحدك ........وللمكان الذي لا تريد ..........إلى القبر
ق ب ر .........قربت المقبرة ......بودك لو تهرب بلفافتك البيضاء .......أن تفر .......لكن القبر ..بانتظار مكثك فيه .......أنهم ما .حفروه ...إلا لك ....ولك وحدك لا يشاركك فيه أحد ..ولأول مرة ..تتمنى لو يشاركك أحداً في أملاكك ...
إنك هذه اللحظة لا تتخيل من هذا المصير إلا شيئاً واحداً وهو( الوحدة ..)
وما أقسى الوحدة .... وأقسى منها أنها أبدية ... سرمدية ....
لو جلسنا وحدنا داخل بيوتنا .. لشعرنا بالوحشة ... ولخفنا من أي صوت .. لانتفضنا من أي حركة ....
فكيف لو بقينا وحدنا في المقبرة ..... في الظلام ...و.الصحراء ..... والعراء .....و الأحجار.... والهوام ....و عواء الكلاب ..... والسكون ...و الخوف ...
هذا فقط ما نستطيع أن نتخيله..بعقلنا البشري ....
وهذا الخيال ...كفيل بأن يبكينا ..... وحده
من غير أن نفكر في عذاب القبر و حياة البرزخ...فكيف لو فكرنا في هذه الأمور؟؟؟؟!!!!!
القبر......هو المكان الذي تتجسد فيها أعمالنا لتصبح شخوصاً حقيقية....
إما .... أن تؤنسنا وتسلينا حتي يحين يوم القيامة
وإما أن تمعن وتزيد من ترويعنا فنزداد هلعاً إلى هلعنا ...
لو سافرنا عن أهلنا لمزقنا الشوق إليهم فكيف بسفر لا رجعة بعده؟؟؟؟ ..
لو لم يأتي من الموت إلا الفراق وترك الأهل والاخوة والأحباب والوحدة .. لكان الأمر فوق احتمالنا ..
فكيف بما بعد الموت ...والمصير ...والحساب
بل وكيف سنتحمل لحظات المعاقبة ؟؟؟
.
.
.
.
أنا كاتبة ......وأحب الحرف والقلم والكتاب .......وأخاف ......أخاف من صرير قلمي ......وأفخر بكتابات ومداخلات ...وأبيات ...وأظن أن الكثيرات يشاركنني هذا الحب ........وهذا الشعور يخالطه شعور مرير ...
الرهبة والخوف ......من عداوة ....أصدقائي لي (القلم والورقة والمجلة والصحيفة ووووو)
وإذا مت ....ستزداد تعاستي فيما لو عرفت ..بأنني لن أحمل معي شيئأ يسليني ويؤنسني ...لا قلمي هذا ولا كتابي..........ولا ملابسي ولا مجوهراتي ولا الأشياء التي أحبها وآنس بقربها...
هكذا ...عشت ...وهكذا سأنتهي .......
ياااااااااااااه ......إنها لحياة سخيفة ............إذا كانت هذه هي نهايتها..!!!
نجادل ..ونخاصم ..ونحارب ..وننتصر لآراءنا وننتقم لذواتنا ........نشتم ونقذف ..ونكذب ونفجر .........نفعل كل شيء ..من غير أن نحسب حسابأ .......لهذا المصير وهذا المكان ..