الكتاني مكانة خاصة
الجنس : تكريم : عدد المساهمات : 245 تاريخ التسجيل : 10/07/2010 العمر : 39
| موضوع: الوقاية من السحر والحسد والعين الجمعة أغسطس 27, 2010 3:48 pm | |
| الوقاية السحر والحسد والعين
قال تعالى " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ "
الوقاية السحر والحسد والعين
الوقاية السحر والحسد والعين
الوقاية السحر والحسد والعين
الوقاية من السحر والحسد والعين
قال الإمام الحافظ ابن قيم الجوزية رحمه الله بعد كلام له سبق في الحسد والعين والسحر في كتابة القيم: زاد المعاد في هدي خير العباد:
ويندفع شر الحاسد عن المحسود بعشرة أسباب:
الوقاية السحر والحسد والعين
السبب الأول: التعوذ بالله من شره
والتحصن به واللجأ إليه وهو المقصود بهذه السورة [سورة الفلق] والله تعالى سميع لاستعاذته، عليم بما يستعيذ منه.
والسمع هنا المراد به: سمع الإجابة لا السمع العام، فهو مثل قوله: (سمع الله لمن حمد)
وقول الخليل عليه السلام: {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء} [إبراهيم: 39]
ومرة يقرنه بالعلم، ومرة بالبصر لاقتضاء حال المستعيذ ذلك، فإنه يستعيذ به من عدو يعلم أن الله يراه ويعلم كيده وشره.
فأخبر الله تعالى هذا المستعيذ أنه سميع لاستعاذته، أي مجيب، عليم بكيد عدوه، يراه ويبصره لينسبط أمل المستعيذ ويقبل بقلبه على الدعاء.
وتأمل حكمة القرآن كيف جاء في الاستعاذة من الشيطان الذي تعلم وجوده ولا نراه بلفظ
{السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} في الأعراف وحم السجدة، وجاءت الاستعاذة من شر الناس الذين يؤنسون ويرون بالأبصار بلفظ {السَّمِيعُ البَصِيرُ} في سورة حم المؤمن فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [غافر: 56]
لأن أفعال هؤلاء أفعال معاينة ترى بالبصر، وأما نزع الشيطان فوساوس وخطرات يلقيها في القلب يتعلق بها العلم، فأمر بالاستعاذة بالسميع العليم فيها، وأمر بالاستعاذة بالسميع البصير في باب ما يرى بالبصر ويدرك بالرؤية، والله أعلم.
الوقاية السحر والحسد والعين
السبب الثاني: تقوى الله
وحفظه عند أمره ونهيه فمن اتقى الله تولى الله حفظه ولم يكله إلى غيره قال تعالى:
{وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: 120]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس: «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك»
فمن حفظ الله حفظه الله، ووجده أمامه أينما توجه، ومن كان الله حافظه وأمامه فمن يخاف ومن يحذر؟!
الوقاية السحر والحسد والعين
السبب الثالث: الصبر على عدوه
وأن لا يقاتله ولا يشكوه، ولا يحدث نفسه بأذاه أصلاً، فما نصر على حاسده وعدوه بمثل الصبر عليه والتوكل على الله، ولا يستطل تأخيره وبغيه، فإنه كلما بغى عليه كان بغيه جنداً وقوة للمبغي عليه المحسود يقاتل به الباغي نفسه وهو لا يشعر، فبغيه سهام يرميها من نفسه إلى نفسه، ولو رأى المبغي عليه ذلك لسره بغيه عليه، ولكن لضعف بصيرته لا يرى إلا صورة البغي دون آخر ومآله وقد قال تعالى:
{وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [الحج: 60]
فإذا كان الله قد ضمن له النصر مع أنه قد استوفى حقه أولاً، فكيف بمن لم يستوف شيئاً من حقه بل بغى عليه وهو صابر؟
وما من الذنوب ذنب أسرع عقوبة من البغي وقطيعة الرحم وقد سبقت سنة الله «إنه لو بغي جبل على جبل جعل الباغي منهما دكا»
الوقاية السحر والحسد والعين
السبب الرابع: التوكل على الله
فمن يتوكل على الله فهو حسبه، والتوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد مالا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعداواتهم، وهو من أقوى الأسباب في ذلك، فإن الله حبه أي كافيه، ومن كان الله كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لعدوه، ولا يضره إلا أذى لا بد منه كالحر والبرد والجوع والعطش.
وأما ما يضره بما يبلغ منه مراده فلا يكون أبداً، وفرق بين الأذى الذي هو في الظاهر إيذاء له وهو في الحقيقة إحسان إليه وإضرار بنفسه، وبين الضرر الذي يتشفى به منه، قال بعض السلف: "جعل الله لكل عمل جزاء من جنسه، وجعل جزاء التوكل عليه نفس كفايته لعبده" فقال: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]
ولم يقل نؤته كذا وكذا من الأجر كما قال في الأعمال، بل جعل نفسه سبحانه كافي عبده المتوكل عليه وحسبه وواقيه، فلو توكل العبد على الله حق توكله وكادته السموات والأرض ومن فيهن لجعل له ربه مخرجاً من ذلك وكفاه ونصره، وقد ذكرنا حقيقة التوكل وفوائده وعظم منفعته وشدة حاجة العبد إليه في (كتاب الفتح القدسي) وذكرنا هناك فساد من جعله من المقامات المعلومة، وأنه من مقامات العوام، وأبطلنا قوله من وجه كثيرة وبينا أنه من أجل مقامات العارفين، وأنه كلما علا مقام العبد كانت حاجته إلى التوكل أعظم وأشد، وأنه على قدر إيمان العبد يكون توكله، وإنما المقصود هنا ذكر الأسباب التي يندفع بها شر الحاسد والعائن والساحر والباغي.
الوقاية السحر والحسد والعين
السبب السادس الإقبال على الله والإخلاص له
وجعل محيته ورضاه والإنابة إليه في محل خواطر نفسه وأمانيها تدب فيها دبب تلك الخواطر شيئاً فشيئاً حتى يقهرها ويغمرها ويذهبها بالكلية فتبقى خواطره وهواجسه وأمانيه كلها في محاب الرب، والتقرب إليه تملقه وترضيه واستعطافه وذكره كما يذكر المحب التام المحبة محبوبه المحسن إليه الذي قد امتلأت جوانحه من حبه فلا يستطيع قلبه انصرافاً عن ذكره، ولا روحه انصرافاً عن محبته، فإذا صار كذلك فكيف يرضى لنفسه أن يجعل بيت أفكاره وقلبه معموراً بالفكر في حاسده والباغي عليه والطريق إلى الانتقام منه والتدبير عليه؟
هذا ما لا يتسع له إلا قلب خراب لم تسكن فيه محبة الله وإجلاله، وطلب مرضاته، بل إذا مسه طيف من ذلك واجتاز ببابه من خارج ناداه حرس قلبه، إياك وحمي الملك! اذهب إلى بيوت الخانات التي كل من جاء حل فيه0ا ونزل بها. مالك ولبيت السلطان الذي أقام عليه اليزك. وأدار عليه الحرس، وأحاطه بالسور؟
قال تعالى حكاية عن عدوه إبليس أنه قال: {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [ص: 82-83] فقال تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الحجر: 42] وقال تعالى {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ} [النحل: 99-100]
وقال في حق الصديق يوسف عليه السلام {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24]
فما أعظم سعادة من دخل هذا الحصن؟! وصار داخل اليزك! لقد آوى إلى حصن لا خوف على من تحصن به، ولا ضيعة على من أودى إليه، ولا مطمع للعدو في الدنو منه: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الجمعة: 4] الوقاية السحر والحسد والعين السبب السابع تجريد التوبة إلى الله
من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه، فإن الله تعالى يقول: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى: 30] وقال لخير الخلق، هم أصحاب نبيه دونه صلى الله عليه وسلم: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165]
فما سلط على العبد من يؤذيه إلا بذنب يعمله أولا يعلمه، وما لا يعمله العبد من ذنوبه أضعاف ما يعلمه منها، وما ينساه مما عمله أضعاف ما يذكره، وفي الدعاء المشهور: (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم) فما يحتاج العبد إلى الاستغفار منه مما لا يعمله أضعاف أضعاف ما يعلمه، فما سُلط عليه مؤذ إلا بذنب.
ولقي بعض السلف رجل فأغلظ له، ونال منه، فقال له: قف حتى أدخل البيت ثم أخرج إليك، (فدخل) فسجد لله وترضع إليه وتاب وأناب إلى ربه ثم خرج إليه، فقال له: ما صنعت؟ فقال: تبت إلى الله من الذنب الذي سلطك به علي. ليس في الوجود شر إلا الذنوب وموجباتها، فإذا عوفي العبد من الذنوب عوفي من موجباتها، فليس للعبد إذا بغى عليه وأوذي وتسلط عليه خصومه شيء أنفع له من التوبة النصوح.
وعلامة سعادته أن يعكس فكرة ونظره على نفسه وذنوبه وعيوبه، فينشغل بها وبإصلاحها وبالتوبة منها، فلا يبقى فيه فراغ لتدبر ما نزل به، بل يتولى هو التوبة وإصلاح عيوبه، والله يتولى نصرته وحفظه والدفع عنه ولا بد، فما أسعده من عبد! وما أبركها من نازلة نزلت به! وما أحسن أثرها عليه!
ولكن التوفيق والرشد بيد الله لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، فما كل أحد يوافق لهذا، لا معرفة به ولا إرادة ولا قدرة عليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
| |
|
essam مؤسس المنتدى
الجنس : تكريم : عدد المساهمات : 6047 تاريخ التسجيل : 27/03/2009
:: قران كريم :
| موضوع: رد: الوقاية من السحر والحسد والعين الجمعة أغسطس 27, 2010 5:31 pm | |
| | |
|
الكتاني مكانة خاصة
الجنس : تكريم : عدد المساهمات : 245 تاريخ التسجيل : 10/07/2010 العمر : 39
| |
محبة الله عضو نشيط
الجنس : عدد المساهمات : 32 تاريخ التسجيل : 12/09/2010 العمر : 35
| موضوع: رد: الوقاية من السحر والحسد والعين الأحد سبتمبر 12, 2010 4:28 pm | |
| جزاك الله خيرا
وجعله فى ميزان حسناتك
ونفعنا بها واياكي وجعلنا ممن يستمعو القول
فيتبعون احسنه اللهم اميييييييين
تقبل تحياتِ | |
|