ليالى الشرق الاسلامية
 المولد وأربعون عاماً قبل النبوة A7lashare-f07cd025bd
ليالى الشرق الاسلامية
 المولد وأربعون عاماً قبل النبوة A7lashare-f07cd025bd
ليالى الشرق الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلتسجيلدخول

 

  المولد وأربعون عاماً قبل النبوة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
منصورة
مكانة خاصة
مكانة خاصة
منصورة


 المولد وأربعون عاماً قبل النبوة A7lashare-0ac884bf31
الجنس الجنس : انثى
الاوسمه  المولد وأربعون عاماً قبل النبوة Qq20s3
تكريم :  المولد وأربعون عاماً قبل النبوة 1610
عدد المساهمات : 86
تاريخ التسجيل : 10/09/2010
العمر : 61

 المولد وأربعون عاماً قبل النبوة Empty
مُساهمةموضوع: المولد وأربعون عاماً قبل النبوة    المولد وأربعون عاماً قبل النبوة Icon_minitimeالسبت سبتمبر 18, 2010 1:00 am

المــولــد:

ولدسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم بمكة في صبيحة يومالإثنينالتاسع من شهر ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل، ولأربعين سنةخلت منملك كسرى أنو شروان، ويوافق ذلك العشرين أو اثنين وعشرين من شهرأبريل سنة571م حسبما حققه العالم الكبير محمد سليمان المنصور فورىوالمحقق الفلكيمحمود باشا.

وروىابن سعد أن أم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قالت: لما ولدته خرجمن فرجينور أضاءت له قصور الشام. وروى أحمد عن العرباض بن سارية ما يقاربذلك.

وقدروي أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد، فسقطت أربع عشرة شرفة منإيوانكسرى، وخمدت النار التي يعبدها المجوس، وانهدمت الكنائس حول بحيرةساوة بعدأن غاضت، روى ذلك البيهقي ولا يقره محمد الغزالي.

ولماولدته أمه أرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بحفيده، فجاء مستبشراًودخل بهالكعبة، ودعا اللَّه وشكر له، واختار له اسم محمد - وهذا الاسم لميكنمعروفاً في العرب - وختنه يوم سابعه كما كان العرب يفعلون.

وأولمن أرضعته من المراضع - بعد أمه صلى الله عليه وسلم - ثويبة مولاةأبي لهببلبن ابن لها يقال له مسروح، وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبدالمطلب،وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي.

في بني سعد:

وكانتالعادة عند الحاضرين من العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم ابتعاداًلهم عنأمراض الحواضر؛ لتقوى أجسامهم، وتشتد أعصابهم، ويتقنوا اللسانالعربي فيمهدهم، فالتمس عبد المطلب لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلمالرضعاء،واسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر - وهي حليمة بنت أبي ذؤيب -وزوجهاالحارث بن عبد العزى المكنى بأبي كبشة، من نفس القبيلة.

وإخوتهصلى الله عليه وسلم هناك من الرضاعة عبد اللَّه بن الحارث، وأنيسةبنتالحارث، وحذافة أو جذامة بنت الحارث (وهي الشيماء - لقب غلب علىاسمها)وكانت تحضن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبا سفيان بن الحارثبن عبدالمطلب، ابن عم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم .

وكانعمه حمزة بن عبد المطلب مسترضعاً في بني سعد بن بكر، فأرضعت أمهرسولاللَّه صلى الله عليه وسلم يوماً وهو عند أمه حليمة، فكان حمزة رضيعرسولاللَّه صلى الله عليه وسلم من وجهين، من جهة ثويبة، ومن جهة السعدية.

ورأت حليمة من بركته صلى الله عليه وسلم ما قضت منه العجب، ولنتركها تروي ذلك مفصلاً

قالابن إسحاق كانت حليمة تحدث أنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لهاصغيرترضعه، في نسوة من بني سعد بن بكر، تلتمس الرضعاء قالت: وذلك في سنةشهباءلم تبق لنا شيئاً، قالت: فخرجت على أتان لي قمراء، معنا شارف لنا،واللَّهما تبض بقطرة، وما ننام ليلنا أجمع من صبينا الذي معنا، من بكائهمنالجوع، ما في ثديي ما يغنيه، وما في شارفنا ما يغذيه، ولكن كنا نرجوالغيثوالفرج، فخرجت على أتاني تلك فلقد أدمت بالركب حتى شق ذلك عليهمضعفاًوعجفاً، حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء، فما منا امرأة إلا وقد عرضعليهارسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فتأباه، إذا قيل لها إنه يتيم. وذلكأناكنا نرجو المعروف من أبي الصبي فكنا نقول يتيم وما عسى أن تصنع أمهوجدهفكنا نكره لذلك فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعاً غيري.فلماأجمعنا الانطلاق قلت لصاحبي واللَّه إني لأكره أن أرجع من بين صواحبيولمآخذ رضيعاً، واللَّه لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه، قال: لا عليكأنتفعلي، عسى اللَّه أن يجعل لنا بركة، قالت: فذهبت إليه، فأخذته وماحملنيعلى أخذه إلا أني لم أجد غيره، قالت: فلما أخذته رجعت به إلى رحلي،فلماوضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن، فشرب حتى روى، وشربمعهأخوه حتى روى، ثم ناما، وما كنا ننام معه قبل ذلك، وقام زوجي إلىشارفناتلك، فإذا هي حافل، فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا رياًوشبعاً،فبتنا بخير ليلة، قالت: يقول صاحبي حين أصبحنا تعلمي واللَّه ياحليمة لقدأخذت نسمة مباركة، قالت: فقلت واللَّه إني لأرجو ذلك، قالت: ثمخرجناوركبت أنا أتاني، وحملته عليها معي، فواللَّه لقطعت بالركب ما لايقدرعليه شيء من حمرهم، حتى إن صواحبي ليقلن لي يا ابنة أبي ذؤيب، ويحكأربعيعلينا، أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها؟ فأقول لهن بلى واللَّهإنهالهي هي، فيقلن: واللَّه إن لها شأناً، قالت: ثم قدمنا منازلنا من بلادبنيسعد وما أعلم أرضاً من أرض اللَّه أجدب منها، فكانت غنمي تروح علىحينقدمنا به معنا شباعاً لبناً، فنحلب ونشرب، وما يحلب إنسان قطرة لبن،ولايجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم ويلكم اسرحواحيثيسرح راعي بنت أبي ذؤيب، فتروح أغنامهم جياعاً ما تبض بقطرة لبن،وتروحغنمي شباعاً لبناً، فلم نزل نتعرف من اللَّه الزيادة والخير حتى مضتسنتاهوفصلته، وكان يشب شباباً لا يشبه الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كانغلاماًجفراً، قالت: فقدمنا به على أمه ونحن أحرص على مكثه فينا، لما كنانرى منبركته، فكلمنا أمه، وقلت لها لو تركت ابني عندي حتى يغلظ، فإني أخشىعليهوباء مكة، قالت: فلم نزل بها حتى ردته معنا.

وهكذابقي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في بني سعد، حتى إذا كانتالسنةالرابعة أو الخامسة من مولده وقع حادث شق صدره، روى مسلم عن أنس: "أنرسولاللَّه صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذهفصرعه،فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظالشيطان منك،ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم،ثم لأمه، ثم أعاده إلىمكانه، وجاءالغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئره - فقالوا: إن محمداً قدقتل، فاستقبلوهوهو منتقع اللون.

إلى أمه الحنون:

وخشيت عليه حليمة بعد هذه الوقعة حتى ردته إلى أمه، فكان عند أمه إلى أن بلغ ست سنين.

ورأتآمنة وفاء لذكرى زوجها الراحل أن تزور قبره بيثرب، فخرجت من مكةقاطعة رحلةتبلغ خمسمائة كيلو متراً ومعها ولدها اليتيم - محمد صلى اللهعليه وسلم -وخادمتها أم أيمن، وقيمها عبد المطلب، فمكثت شهراً ثم قفلت،وبينما هيراجعة إذ يلاحقها المرض، يلح عليها في أوائل الطريق، فماتتبالأبواء بينمكة والمدينة.

إلى جده العطوف:

وعادبه عبد المطلب إلى مكة، وكانت مشاعر الحنان في فؤاده تربو نحو حفيدهاليتيمالذي أصيب بمصاب جديد نكأ الجروح القديمة، فرق عليه رقة لم يرقهاعلى أحدمن أولاده، فكان لا يدعه لوحدته المفروضة، بل يؤثره على أولاده،قال ابنهشام كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة، فكان بنوه يجلسونحول فراشهذلك حتى يخرج إليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالاً له، فكانرسول اللَّهصلى الله عليه وسلم يأتي وهو غلام جفر حتى يجلس عليه، فيأخذهأعمامهليؤخروه عنه، فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك منهم دعوا ابني هذافواللَّه إنله لشأناً، ثم يجلس معه على فراشه، ويمسح ظهره بيده ويسره مايراه ويصنع.

ولثمانيسنوات وشهرين وعشرة أيام من عمره صلى الله عليه وسلم توفى جده عبدالمطلببمكة، ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبي طالب شقيقأبيه.

إلى عمه الشفيق:

ونهضأبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل وجه، وضمه إلى ولده، وقدمه عليهمواختصهبفضل احترام وتقدير، وظل فوق أربعين سنة يعز جانبه، ويبسط عليهحمايته،ويصادق ويخاصم من أجله، وستأتي نبذ من ذلك في مواضعها.

يستسقي الغمام بوجهه:

أخرجابن عساكر عن جلهمة بن عرفطة قال: قدمت مكة وهم في قحط، فقالت قريشيا أباطالب أقحط الوادي، وأجدب العيال، فهلم فاستسق، فخرج أبو طالب ومعهغلام،كأنه شمس دجن، تجلت عنه سحابة قثماء، حوله أغيلمة، فأخذه أبو طالب،فألصقظهره بالكعبة، ولاذ بأصبعه الغلام، وما في السماء قزعة، فأقبلالسحاب منههنا وههنا، وأغدق واغدودق، وانفجر الوادي وأخصب الناديوالبادي، وإلى هذاأشار أبو طالب حين قال:

وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل



بحيرا الراهب:

ولمابلغ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة سنة - قيل: وشهرينوعشرةأيام - ارتحل به أبو طالب تاجراً إلى الشام، حتى وصل إلى بصرى - وهيمعدودةمن الشام وقصبة لحوران، وكانت في ذلك الوقت قصبة للبلاد العربيةالتي كانتتحت حكم الرومان - وكان في هذا البلد راهب عرف ببحيرا واسمهجرجيس فلما نزلالركب خرج إليهم، وأكرمهم بالضيافة، وكان لا يخرج إليهمقبل ذلك وعرف رسولاللَّه صلى الله عليه وسلم بصفته، فقال وهو آخذ بيدههذا سيد العالمين، هذايبعثه اللَّه رحمة للعالمين. فقال أبو طالب وماعلمك بذلك؟ فقال: إنكم حينأشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا وخرّساجداً، ولا تسجد إلا لنبي،وإني أعرفه بخاتم النبوة في أسفل غضروف كتفهمثل التفاحة، وإنا نجده فيكتبنا، وسأل أبا طالب أن يرده، ولا يقدم به إلىالشام، خوفاً عليه مناليهود فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى مكة.

حرب الفجار:

ولخمسعشرة من عمره صلى الله عليه وسلم كانت حرب الفجار بين قريش ومن معهممنكنانة وبين قيس عيلان. وكان قائد قريش وكنانة كلها حرب بن أميةلمكانتهفيهم سناً وشرفاً، وكان الظفر في أول النهار لقيس على كنانة، حتىإذا كانفي وسط النهار كان الظفر لكنانة على قيس. وسميت بحرب الفجارلانتهاك حرماتالحرم والأشهر الحرم فيها، وقد حضر هذه الحرب رسول اللَّهصلى الله عليهوسلم ، وكان ينبل على عمومته، أي يجهز لهم النبل للرمي.

حلف الفضول:

وعلىأثر هذه الحرب وقع حلف الفضول في ذي القعدة في شهر حرام، تداعت إليهقبائلمن قريش بنو هاشم، وبنو المطلب، وأسد بن عبد العزى، وزهرة بن كلاب،وتيم بنمرة، فاجتمعوا في دار عبد اللَّه بن جدعان التيمي لسنه وشرفه،فتعاقدواوتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها وغيرهم من سائرالناس إلاقاموا معه، وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته، وشهد هذاالحلف رسولاللَّه صلى الله عليه وسلم . وقال بعد أن أكرمه اللَّهبالرسالة لقد شهدتفي دار عبد اللَّه بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمرالنعم، ولو أدعى بهفي الإسلام لأجبت.

وهذاالحلفروحه تنافي الحمية الجاهلية التي كانت العصبية تثيرها، ويقال فيسببهذا الحلف إن رجلاً من زبيد قدم مكة ببضاعة، واشتراها منه العاص بنوائلالسهمي، وحبس عنه حقه، فاستعدى عليه الأحلاف عبد الدار ومخزوماً،وجمحاوسهما وعديا فلم يكترثوا له، فعلا جبل أبي قبيس، ونادى بأشعار يصففيهاظلامته رافعاً صوته، فمشى في ذلك الزبير بن عبد المطلب، وقال: مالهذامترك؟ حتى اجتمع الذين مضى ذكرهم في حلف الفضول فقاموا إلى العاص بنوائلفانتزعوا منه حق الزبيدي بعد ما أبرموا الحلف.

حياة الكدح:

ولميكن له صلى الله عليه وسلم عمل معين في أول شبابه إلا أن الرواياتتوالتأنه كان يرعى غنماً، رعاهافي بني سعد، وفي مكة لأهلها على قراريطوفيالخامسة والعشرين من سنه خرج تاجراً إلى الشام في مال خديجة رضياللَّهعنها، قال ابن إسحاق كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرفومال،تستأجر الرجال في مالها، وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم، وكانت قريشقوماًتجاراً فلما بلغها عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما بلغها منصدقحديثه، وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج في ماللهاإلى الشام تاجراً وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار، مع غلاملهايقال له ميسرة، فقبله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منها، وخرج فيمالهاذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام.

زواجه خديجة:

ولمارجع إلى مكة، ورأت خديجة في مالها من الأمانة والبركة ما لم تر قبلهذا،وأخبرها غلامها ميسرة بما رأى فيه صلى الله عليه وسلم من خلال عذبة،وشمائلكريمة، وفكر راجح، ومنطق صادق، ونهج أمين، وجدت ضالتها المنشودة -وكانالسادات والرؤساء يحرصون على زواجها فتأبى عليهم ذلك - فتحدثت بما فينفسهاإلى صديقتها نفيسة بنت منية، وهذه ذهبت إليه صلى الله عليه وسلمتفاتحه أنيتزوج خديجة، فرضي بذلك، وكلم أعمامه، فذهبوا إلى عم خديجة،وخطبوها إليه،وعلى إثر ذلك تم الزواج، وحضر العقد بنو هاشم ورؤساء مضر،وذلك بعد رجوعهمن الشام بشهرين، وأصدقها عشرين بكرة. وكانت سنها إذ ذاكأربعين سنة، وكانتيومئذ أفضل نساء قومها نسباً وثروة وعقلاً، وهي أولامرأة تزوجها رسولاللَّه صلى الله عليه وسلم ، ولم يتزوج عليها غيرها حتىماتت.

وكلأولاده صلى الله عليه وسلم منها سوى إبراهيم، ولدت له أولاً القاسم -وبهكان يكنى - ثم زينب ورقية، وأم كلثوم وفاطمة وعبد اللَّه، وكان عبداللَّهيلقب بالطيب والطاهر، ومات بنوه كلهم في صغرهم، أما البنات فكلهنأدر كنالإسلام فأسلمن وهاجرن، إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته صلى اللهعليهوسلم سوى فاطمة رضي اللَّه عنها فقد تأخرت بعده ستة أشهر ثم لحقت به.

بناء الكعبة وقضية التحكيم:

ولخمسوثلاثين سنة من مولده صلى الله عليه وسلم قامت قريش ببناء الكعبةوذلك لأنالكعبة كانت رضما فوق القامة. ارتفاعها تسع أذرع من عهد إسماعيلولم يكنلها سقف، فسرق نفر من اللصوص كنزها الذي كان في جوفها، وكانت معذلك قدتعرضت - باعتبارها أثراً قديماً - للعوادي التي أدهت بنيانها،وصدعتجدرانها، وقبل بعثته صلى الله عليه وسلم بخمس سنين جرف مكة سيل عرم،انحدرإلى البيت الحرام، فأوشكت الكعبة منه على الانهيار، فاضطرت قريش إلىتجديدبنائها حرصاً على مكانتها، واتفقوا على أن لا يدخلوا في بنائها إلاطيباً،فلا يدخلوا فيا مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد من الناس،وكانوا يهابونهدمها فابتدأ بها الوليد بن المغيرة المخزومي، وتبعه الناسلما رأوا أنه لميصبه شيء، ولم يزالوا في الهدم حتى وصلوا إلى قواعدإبراهيم، ثم أرادواالأخذ في البناء فجزأوا الكعبة وخصصوا لكل قبيلة جزءاًمنها. فجمعت كلقبيلة حجارة على حدة وأخذوا يبنونها، وتولى البناء بناءرومي اسمه باقوم،ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يمتازبشرف وضعه في مكانهواستمر النزاع أربع ليال أو خمساً واشتد حتى كاد يتحولإلى حرب ضروس في أرضالحرم، إلا أن أبا أمية بن المغيرة المخزومي عرضعليهم أن يحكموا فيما شجربينهم أول داخل عليهم من باب المسجد فارتضوه،وشاء اللَّه أن يكون ذلك رسولاللَّه صلى الله عليه وسلم ، فلما رأوههتفوا هذا الأمين، رضيناه، هذامحمد، فلما انتهى إليهم، وأخبروه الخبر طلبرداء فوضع الحجر وسطه وطلب منرؤساء القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعاًبأطراف الرداء، وأمرهم أنيرفعوه حتى إذا أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده،فوضعه في مكانه، وهذا حل حصيفرضي به القوم.

وقصرتبقريش النفقة الطيبة فأخرجوا من الجهة الشمالية نحواً من ستة أذرعوهي التيتسمى بالحجر والحطيم، ورفعوا بابها من الأرض، لئلا يدخلها إلا منأرادوا،ولما بلغ البناء خمسة عشر ذراعاً سقفوه على ستة أعمدة.

وصارتالكعبة بعد انتهائها ذات شكل مربع تقريباً يبلغ ارتفاعه 15متراًوطول ضلعهالذي فيه الحجر الأسود، والمقابل له 10و10م، والحجر موضوع علىارتفاع 50و1ممن أرضية المطاف، والضلع الذي فيه لباب والمقابل له 12م،وبابها على ارتفاعمترين من الأرض، ويحيط بها من الخارج قصبة من البناءأسفلها، متوسطارتفاعها 25و0م ومتوسط عرضها 30و0م وتسمى بالشاذروان، وهيمن أصل البيت لكنقريشاً تركتها.

السيرة الإجمالية قبل النبوة:

إنالنبي صلى الله عليه وسلم كان قد جمع في نشأته خير ما في طبقات الناسمنميزات، وكان طرازاً رفيعاً من الفكر الصائب، والنظر السديد، ونالحظاًوافراً من حسن الفطنة وأصالة الفكرة وسداد الوسيلة والهدف، وكانيستعينبصمته الطويل على طول التأمل وإدمان الفكرة واستكناء الحق، وطالعبعقلهالخصب وفطرته الصافية صحائف الحياة وشؤون الناس وأحوال الجماعات،فعاف ماسواها من خرافة، ونأى عنها، ثم عاشر الناس على بصيرة من أمرهوأمرهم، فماوجد حسناً شارك فيه، وإلا عاد إلى عزلته العتيدة فكان لا يشربالخمر، ولايأكل مما ذبح على النصب، ولا يحضر للأوثان عيداً ولا احتفالاً،بل كان منأول نشأته نافراً من هذه المعبودات الباطلة، حتى لم يكن شيء أبغضإليهمنها، وحتى كان لا يصبر على سماع الحلف باللات والعزى.

ولاشك أن القدر حاطه بالحفظ، فعندما تتحرك نوازع النفس لاستطلاع بعضمتعالدنيا، وعندما يرضى باتباع بعض التقاليد غير المحمودة تتدخلالعنايةالربانية للحيلولة بينه وبينها، روى ابن الأثير قال رسول اللَّهصلى اللهعليه وسلم ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون غير مرتين،كل ذلكيحول اللَّه بيني وبينه ثم ما هممت به حتى أكرمني برسالته، قلتليلةللغلام الذي يرعي معي الغنم بأعلى مكة لو أبصرت لي غنمي حتى أدخلمكةوأسمر بها كما يسمر الشباب فقال: أفعل فخرجت حتى إذا كنت عند أول داربمكةسمعت عزفاً، فقلت ما هذا فقالوا: عرس فلان بفلانة، فجلست أسمع،فضرباللَّه على أذني فنمت، فما أيقظني إلا حر الشمس. فعدت إلى صاحبيفسألني،فأخبرته، ثم قلت ليلة أخرى مثل ذلك، ودخلت بمكة فأصابني مثل أولليلة، ثمما هممت بسوء.

وروىالبخاري عن جابر بن عبد اللَّه قال: لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلىاللهعليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة فقال عباس للنبي صلى الله عليه وسلماجعلإزارك على رقبتك يقيك من الحجارة، فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلىالسماء ثمأفاق فقال: إزاري، إزاري، فشد عليه إزاره وفي رواية فما رؤيت لهعورة بعدذلك.

وكانالنبي صلى الله عليه وسلم يمتاز في قومه بخلال عذبة وأخلاق فاضلة،وشمائلكريمة فكان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقاً، وأعزهم جواراً،وأعظمهم حلماً،وأصدقهم حديثاً، وألينهم عريكة، وأعفهم نفساً، وأكرمهمخيراً، وأبرهمعملاً، وأوفاهم عهداً، وآمنهم أمانة حتى سماه قومه "الأمي"لما جمع فيه منالأحوال الصالحة والخصال المرضية، وكان كما قالت أمالمؤمنين خديجة رضياللَّه عنها يحمل الكل، ويكسب المعدوم، ويقري الضيفويعين على نوائب الحق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الايمان
مشرف عام
مشرف عام
زهرة الايمان


 المولد وأربعون عاماً قبل النبوة A7lashare-0ac884bf31
الجنس الجنس : انثى
الاوسمه  المولد وأربعون عاماً قبل النبوة Qq20s3
تكريم :  المولد وأربعون عاماً قبل النبوة A7lashare-2608acf79d
عدد المساهمات : 752
تاريخ التسجيل : 22/03/2010
العمر : 49

::
قران كريم :

 المولد وأربعون عاماً قبل النبوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: المولد وأربعون عاماً قبل النبوة    المولد وأربعون عاماً قبل النبوة Icon_minitimeالسبت سبتمبر 18, 2010 1:05 am

 المولد وأربعون عاماً قبل النبوة 27468
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://nargees.gogoo.us
 
المولد وأربعون عاماً قبل النبوة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة حلاوة المولد
» تميز بول الغلام الرضيع من دلائل النبوة الخاتمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ليالى الشرق الاسلامية :: ساحة الأنبياء والرسول والصحابة :: الرسول والصحابه :: في قلبي يا رسول الله-
انتقل الى: