essam مؤسس المنتدى
الجنس : تكريم : عدد المساهمات : 6047 تاريخ التسجيل : 27/03/2009
:: قران كريم :
| موضوع: رجوع الباقلاني عن التأويل إلى مذهب السلف الأربعاء يوليو 29, 2009 7:13 pm | |
| <tr><td height=10>رجوع الباقلاني عن التأويل إلى مذهب السلف <tr><td height=10><tr><td height=10> أبو بكر الباقلاني .. هو محمد بن الطيب بن محمد البصري ثم البغدادي القاضي المشهور بالباقلاني. كان إماماً كبير القدر، غاية في النباهة والذكاء، حاضر الحجة، سريع البديهة. ناظر النصارى والروافض والمعتزلة والخوارج فألجمهم .. وكان في ذلك آية .. يَعُده عدد من أهل العلم بالمؤسس الثاني لمذهب الأشاعرة، وهو من متقدميهم.
قال الذهبي: (الإمام العلامة، أوحد المتكلمين ومقدم الأصوليين .. انتصر لطريقة أبي الحسن الأشعري، وقد يخالفه في مضائق، فإنه من نظرائه، وقد أخذ علم النظر عن أصحابه، كان سيفاً على المعتزلة والرافضة والمشبهة، وغالب قواعده على السنة)
ونظراً للبيئة التي عاش بها هذا الإمام فقد تأثره بأهل التأويل وعلم الكلام، وغرق معهم في بحر التأويل والتحريف، ولم يتمكن من التجديف، حتى وفقه الله لهداه.
فقد انتهى الباقلاني-بعد صراع مرير- إلى الرجوع عن التأويل إلى مذهب السلف، وأثبت صفة الوجه واليدين على الحقيقة وذلك في كتابه (التمهيد) الذي أحتج به ابن تيمية وابن القيم وأبطل أصنـــاف التأويلات التي يستعملها المؤولة. وقسم صفات الله إلى ذاتية وفعلية وذكر أن من الصفات الذاتية لله: الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والبقاء والوجه واليدان والعينان والغضب والرضى. وكذلك في كتابه (الإبانة) صرح بهذا ونقل جملة من كلامه شيخ الإسلام في (الفتوى الحموية الكبرى) ص508 ت-حمد التويجري حيث يقول: ( وقال القاضي أبو بكر بن الطيب الباقلاني المتكلم، وهو من أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعري، ليس فيهم مثله لا قبله ولا بعده، قال في كتاب "الإبانة" تصنيفه: " فإن قال: فما الدليل على أن لله وجهاً ويداً؟ قيل له: قوله تعالى: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}، وقله تعالى: {ما منعك أن تسجد لما خلقتُ بيدي} فأثبت لنفسه وجهاً ويداً.
فإن قال: فما أنكرتم أن يكون وجهه ويده جارحة إذ كنتم لا تعقلون وجهاً ويداً إلا جارحة؟ قلنا: لا يجب هذا كما لا يجب إذا لم نعقل حياً عالماً قادراً إلا جسماً أن نقضي نحن وأنتم بذلك على الله سبحانه، وكما لا يجب في كل شيء، كان قائماً بذاته أن يكون جوهراً، لأنا لا نجد قائماً بنفسه في شاهدنا إلا كذلك، وكذلك الجواب لهم.
إن قالوا: فيجب أن يكون علمه وحياته وكلامه وسمعه وبصره وسائر صفاته عرضاً واعتلوا بالوجود. قال: فإن قال: تقولون: إنه في كل مكان؟ قيل له: معاذ الله؛ بل هو مستو على العرش كما أخبر في كتابه فقال: {الرحمن على العرش استوى}، وقال تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}، وقال: {ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور}.
قال: ولو كان في كل مكان، لكان في بطن الإنسان وفمه، والحشـــوش، والمواضع التي يرغب عن ذكرها، ولوجب أن يزيد بزيادة الأمكنة إذا خلق منها ما لم يكن، وينقص بنقصها إذا بطل منها ما كان، ولصح أن يرغب إليه إلى نحو الأرض، وإلى خلفنا وإلى يميننا وإلى شمالنا، وقد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله.
وقال أيضاً في هذا الكتاب: صفـات ذاته التي لم يزل ولا يزال موصوفاً بها، وهي: الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والبقاء والوجه والعينان واليدان والغضب والرضا"
وقال في كتاب "التمهيد" كلاماً أكثر من هذا .. )
هذا هو الباقلاني .. فأين من يعظمه ويقدمه .. أفلا أتبعت تجرده؟! وأتبعته في توبته؟!! رحم الله أبا بكر .. ورفع منزلته في عليين.
فائدة: ذكر ابن تيمية كلام الباقلاني في الحموية، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية. لكتاب الباقلاني (التمهيد) مخطوطتين: مخطوطتين في اسطنبول وقامت إدراة الثقافة بجامعة الدول العربية بتصويرهما من مكتبة عاطف في اسطنبول تحت رقم (2223) . وقد قام بتحقيقها الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة فجزاه الله خيراً.
أما كتاب (الإبانة عن إبطال مذهب أهل الكفر والضلالة) فهو من كتب الباقلاني المشهورة، ولا يزل مفقوداً، وقد ذكره القاضي عياض في (ترتيب المدارك) 2/601، وشيخ الإسلام في (درء تعارض العقل والنقل) 3/382، 3/206، وفي (نقض التأسيس) 2/34، وابن القيم في (اجتماع الجيوش الإسلامية) ص303، وابن كثير في (البداية والنهاية) 11/350 باسم شرح الإبانة، والذهبي في العلو ص173، وأشار سزكين إلى هذا الكتاب ضمن مؤلفات الباقلاني 4/51.
نقلاً بتصرف عن موسوعة أهل السنة 1/445. الفتوى الحموية الكبرى لشيخ الإسلام تحقيق حمد التويجري
| | |
|