تْرى لو قبضنا الله الآن فبأى قلب نلقى الله ؟!
واسأل نفسك اليوم صادقاً : قلبك معك أم عليك ؟! عندك أم عند غيرك ؟!
ومن العجب أن الرجل فينا كلما لقى أخاه أو صاحبه سأله عن أولاده وعن عمله وعن
أهله وعن
صحته وعن تجارته وعن كل شىء , لكنه لا يسأله أهم سؤال : ما حال قلبك ؟
ولو سئل أحدنا هذا السؤال لاستغرب أشد الاستغراب هذا إن فهمه فى الأصل ,
فأى القلوب قلبك ؟! أم أنك لا تملك قلباً من الأساس ؟!
قال ابن القيم :{اطلب قلبك فى ثلاثة مواطن :عند سماع القرآن , وفى مجالس الذكر ,
وفى أوقات
الخلوة , فإن لم تجده فى هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك }
ولذا لما قابل رجل قلباً من القلوب الحية من أمثال الربيع بن خيثم وسأله عن حاله
انصرف عقل
الربيع أول ما انصرف أنه يسأله عن قلبه وعن حياة روحه , فلما قال له قائل : كيف
أصبحت ؟
قال: { أصبحنا مذنبين , نأكل أرزقنا , وننتظر آجالنا }
فكم منا يفهم ما فهم الربيع , ويجيب مثل ما أجاب الربيع ؟!
فالحياة حياة القلب , والموت موت القلب والمرض مرض القلب .
هناك بعض العلامات تدل على حالة القلب الميت او المريض(حفظنا الله جميعا) منها:
1 ) عدم المعرفة بالله عز و جل و محبته و الشوق اليه و الانابة اليه.
2)حب الشهوات ( و لا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان امره فرطا).
3) شدة الغفلة (لاهية قلوبهم).
4)عدم الشعور و قلة الاحساس (لهم قلوب لا يفقهون بها....)
5)عدم انكار المنكر ، فان كان القلب لا يعرف معروفا و لا ينكر منكرا نكس ، فجعل اعلاه اسفله.
6)عدم التاثر بايات القران.
7)قسوة القلب و خشونته.
عدم الانتفاع بالنعم و عدم الاتعاظ بالنقم.
9)الاحساس بالوحشة بينه و بين الخلق، و بينه و بين الصالحين.
10)عدم الاستجابة لله و للرسول.
11)ازدياد الشغف بملذات الدنيا و الحرص عليها.
12)حرمان العلم.
13)التكاسل عن اعمال الخير.
14)عدم التاثر بالموعظة عامة و بالموت.
15)القلق و الاضطراب و الخوف.
اللهم احفظنا و نجنا من المهلكات.